U3F1ZWV6ZTQwNzM1MzkyNjg4MTA1X0ZyZWUyNTY5OTQwODEzMjE2Nw==

من كتاب 📖 55 مشكلة حب!!!




 أنا فتاة أبلغ من العمر الثالثة والعشرين.. طالبة في كلية الطب.. متوسطة الجمال.. ظريفة محبوبة.. منذ السنة الأولى وأنا أزامل طالبًا، وأحبه ويحبني.

كنا نقضي طول الوقت بالكلية معًا، ونذهب معًا إلى النادي والملاعب، ونقضي آخر الأسبوع في السينما أو في الحدائق، ونتحدث في آمالنا ومستقبلنا، ونرسم الخطط للسنوات القادمة.

وتعاهدنا على الزواج بعد التخرج.. قال لي إنه لا يريد أن يأخذ مليمًا من أبيه، وإنه لا يريد أن يتزوج وهو يعيش عالة على غيره، وهكذا كان انتظارنا طبيعيًّا..

ولكن حدثت المفاجأة! في الإجازة الصيفية من العام الأول ونحن نعلق الآمال، ونحلم بالسفر إلى الإسكندرية وقضاء أيام جميلة على الشاطئ والاشتراك في رحلة الكلية إلى سوريا، تغير فجأة.

فجأة، وبدون سبب واضح اختفى تمامًا بعد إعلان نتيجة الامتحان وفشلت كل محاولاتي للعثور عليه.. وعلمت أنه رسب في الامتحان وأني نجحت ولكني لم أستطع أن أربط بين هذا الرسوب وبين اختفائه من حياتي.

إن الامتحانات حظوظ وليس في رسوبه ما يخجله وما يغضبني، وما ذنب حبنا؟!

إن حبنا أبقى وأعظم من أي نجاح أو فشل في امتحان أو غيره، وأنا أحبه مهما يحدث..

وتعذبت شهورًا، وأنا أفكر وأتساءل، ثم كتبت له خطابًا طويلًا ألومه وأعتب عليه وأذرف الدموع من أجل حبنا، وأستحلفه بالأيام الجميلة أن يعود.

وعاد إليَّ وتقابلنا ولكنه كان ساهمًا شاردًا متجهمًا، لم يكن طليقًا بشوشًا مرحًا كعادته، وحاولت المستحيل لكي أعيد إليه مرحه، وحاولت أن أفهم سر عذابه، ولكنه لم ينبس بحرف، وكان يقول دائمًا حينما أشير إلى أمر رسوبه، إن هذا أمر تافه، وإنه ليس بالرجل الذي يفقد روحه من أول خذلان.

ما هو إذن السر في وجومه؟ لا أعرف!

وتكرر رسوبه، وتكرر اختفاؤه، وتكرر نجاحي في الوقت نفسه، وتكررت محاولاتي للمحافظة عليه واسترجاعه.. والآن أنا في امتحان التخرج الأخير وهو ما زال في السنة الأولى يتعثر في كتب التشريح، وبعد شهور أكون قد أصبحت طبيبة وأكون في الظروف التي تسمح لي بمعاونته ماليًّا والإنفاق عليه والزواج به برغم كل شيء..

وأن أحبه..

ومسألة رسوبه لا تهمني..

أريده بأي ثمن وهو يتهرب مني وينكمش في نفسه أكثر وأكثر ويقابل عاطفتي المتأججة بالبرود، وأنا أبكي حزنًا عليه وحزنًا على نفسي.. ماذا أفعل لأسترجعه وأسترجع حبه وأتزوجه؟

ماذا أفعل؟ ساعدني.

***

رد دكتور مصطفى محمود رحمه الله

ساعديه أنتِ واتركيه في حاله ولا تحطميه أكثر مما حطمتيه..

إنك لا تفهمين عقلية الرجل أبدًا، إن الرجل ورث تقليدًا ثابتًا من آبائه وأجداده، إنه قوّام على المرأة ووصي عليها ومشرف على بيتها وحياتها ومتفوق عليها بحكم كونه رجلًا، قد تكون هذه التقاليد الموروثة موضعًا للجدل، ولكنها في دمنا، مهما تكلمنا عن المساواة..

إن عمرها خمسة آلاف سنة، منذ أيام الفراعنة والملوك رجال والأنبياء رجال والعباقرة رجال، وحتى هذه اللحظة تجدين في جمهورية مصر العربية ثلاثين ملحنًا كلهم من الرجال، مع أن فن التلحين لا يحتاج إلى عضلات ولا إلى رجولة إنه مجرد تفوق في شيء.

ونحن ورثنا التفوق في الواقع وفي التاريخ وفي الماضي القريب والماضي البعيد..

والكلام عن المساواة لا يزيد عمره عن سنوات.

ونحن نحاول أن تعطى المرأة الفرصة، ولكن التاريخ أقوى منا، لأنه بعيد قديم طويل ضارب بجذوره فينا..

ماذا نفعل؟ إننا مساكين، نحن ضحايا هذا الميراث، ولابد أن نتفوق لنشعر أننا طبيعيون وأننا رجال نثق في أنفسنا.

إن رسوب زميلك ونجاحك باستمرار شيء فظيع لا يمكن أن تتصوري أثره لأنك لست رجلًا، وزواجك به على أساس الإنفاق عليه سوف يزيد مشكلته تعقيدًا ويفقده الثقة بنفسه أكثر وأكثر..

لا يوجد حل، إن الواقع قد تراكم ضدكم، إن الزوجة المتفوقة الذكية تدعي دائمًا أنها غير متفوقة قليلة الحيلة وعاجزة، وفي حاجة إلى نصيحة رجلها لتكسبه، وتكسب حبه.

إن أتعس ما في رجلك أنه محكوم عليه بأن يكون قويًّا برغم أنفه.

#واعي

من كتاب 📖 55 مشكلة حب

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة